للقياهم طعم آخر...
طعم ممزوج بالصفاء..
كنت حتى عهد قريب.. أظن أني أعيش حلما جميلا...

أصواتهم...كلماتهم...جلساتهم...وكيف لها ان تغيب,,

ستبقى خيالا مضيئا ينير ذاكرتي ...
.........................................
 
في ذلك اليوم..
وفي ساحة الجامعة..
عندما كنت اسير معهن...
التفتت احداهن مشيرة بيدها الى تلك الزاوية..قائلة:
أتذكرن ذلك المكان..
هنا ..
عندما جمعنا الفتيات..
عندما كانت فلانة تلقي رسائل من ذهب..
كنا نحلق حولها في جو بديع..
أتذكرن فلانة..! عندما وقفت بإبتسامة..
تنادي من حولنا قائلة:
تعالوا بنا نؤمن ساعة..
 
.........................

لحظة...قاطعتها أخرى:
وهل تتذكرن ذلك المكان...
عندما وقفنا..نتأمل الغيوم المتلبدة في سمائنا..
ونسبح مع تسابيح الرعد..
وإذا بالسكون يعم المدى..
حتى إذا نزلت أول قطرة من السماء..
أطلقنا ضحكاتٍ طفولية فرحة..
وأخذنا نلعب تحت المطر..
وكأن خيال الطفولة زارنا..
فإذا أشتد وقع المطر..
أسرعنا نتسابق الى الداخل...
واذا بصوت الرقيبة:
مهلا يامعلمات الجيل..
ونقف (( شاهقات ))
خوفا وحرجا..
وفي دواخلنا ضحكات مكتومة..
وحولنا قطرات كأنها الندى..

.......................

هيا بسرعة..ستبدأ الحلقة..
هيا الى المصلى..
تمسك يدي بقوة.... وتسحبها برفق..
نسرع..نرتفع عن الأرض قليلا...ثم نحلق..
الى عالم آخر..
في روضة من رياض الجنة نرتع فيها..
ونجني منها ثمارا يانعة..
((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ))~..هذا هو عنوان الدرس..
وإذا بي أسمع مقولة جميلة..
توقفت عندها طويلا:
[ إذا أراد الله بك خيرا قذفك في صحبة صالحة ]*..
أنظر الى صويحباتي..
فيبادرنني بإبتسامة..
اللهم أجعلهن خير صحبة لي..
هذا دعائي دائما..

.................................................. .......

 
ثم افيق..
وإذا بهن على عتبات التخرج..
وكلما نظرت الى البوابة..
رأيتهن يقفن هناك..
ويلوحن لي بإيديهن..
والمنظر يتلاشى..
كيف لي ان أتحمل ذلك..
بعد أصبح الحلم واقعا..
بعد أن اعتادت روحي أن تحلق معكن في سماء واحده..
بعد ان كنت أرى الأماكن مضيئة..
سأراها اليوم معتمة...
مقفرة وكأنها اطلال..

............................................


وما كان إلا أن ودعتهن بإبتسامة ولسان حالي يقول:

فيا إخوتي وداعا وداعاً ......... لعلّ لُقانا يكونُ قريب؟
 
إهداء الى أخواتي الخريجات في مصلى كلية التربية في الجبيل الصناعية..
.........
 
* المقولة للعلامة ابن عثيمين رحمه الله

هل أعجبك الموضوع؟ ,, أترك لي تعليقا: