30‏/08‏/2014

الرحمة

يبدوا أن العالم اليوم لايعرف (إنسانية) غير تلك الإنسانية المزيفه في الغرب الإنسانية التي يقدمونها لمن أرادوا هم فقط...!

يطلقون مصطلح "الإنسانية" على كل ماله صلة بالشعور بالآخرين والعطف عليهم سواء رافق ذلك مواقف (فعليه) أم لا..

هناك معنى أعم وأعمق وأشمل وهو
(الرحمة) هذا المعنى لا يمكن أن تجده فعلياً إلا في الإسلام..

جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ , ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "
جعلت الرحمة في الأرض سبباً في تحصيل رحمة الله سبحانه وتعالى ولقد بُعث رسولنا صلوات الله وسلامه عليه "رحمةً" للعالمين فمن تأمل سيرته ودعوته وخلقه وجد أبهى وأعظم صور الرحمة والتي لم تكن للبشر فحسب بل حتى على الحيوان والنبات كما في حديث طائر الحمره حين سأل رسولنا "من فجع هذه بولدها" وحديث "حنين الجذع"
ولن يسع المقام للحديث عن رحمة رسول الله صلى عليه وسلم  لكن الشاهد هنا أن المسلمين هم أولى الناس بهذا الصفة العظيمة..

ولقد رسخ ديننا هذه الصفة في جوانب عظيمة من حياتنا وحث عليها ونهى عن التقصير فيها أو الإبتعاد عنها..

بر الوالدين ، رعاية الزوج والزوجة و الأبناء ،صلة الأرحام ، كفالة اليتيم ، الصدقة ، عتق الرقاب ، حسن الجوار ، تفريج الكرب ، إغاثة الملهوف، إعانة المحتاج ، سقاية العطشى ، الوقوف مع الضعفاء ، إماطة الأذى والكثير الكثير من الصور التي تفتقر لها كثير من المجتمعات في هذا العالم..

لك أن تتخيل دولاً متطورة تطبق أشد الأنظمة والقوانين لكنها خالية تماماً من روح الترابط التي يغرسها الشرع الإسلامي !

يضحي الوالدان بحياتهما فيكون جزائهما في أشد أوقات الضعف الإهمال والإبعاد!!لاحقوق للأقارب ولا تواصل معهم لامواساة لهم ولافرح معهم ،لاعلاقة تربطهم بمحتاج جائع ينام على الرصيف لأنه في نظرهم فاشل يستحق ما أصابه!.. ربما يتبعون أنظمة المرور بشدة لكنهم لن يقفوا لمساعدة طفلة دهستها شاحنة وألقتها في الشارع كما حدث في الصين..قد يعمل أحدهم مصوراً لينقل لك وبكل تفاني الأحداث الفريدة في العالم وسيصور لك مشهداً لطفلٍ يلتف على جسده ثعبان ضخم ليأكله دون أن يقدم أدنى مساعده لأن الصورة التي سيخرج بها أهم بكثير من إغاثة صرخات هذا الإنسان....!

هكذا هو العالم بإختصار هذا هو العالم نفسه الذي يرفع شعارات الإنسانية بعيداً عن المعنى الأعمق والأسمى الذي لن تجده إلا في هذا الدين الحنيف.. نحن نحمد الله على جوانب الرحمة التي لانزال نراها في حياتنا..نحمد الله على هذا الشعور الذي نلمسه واقعاً بيننا على المسؤولية التي نحملها تجاه بعضنا البعض.. نحمد الله على أننا لانتعامل مع الكون بأسلوب مادي بحت.. نحمد الله أننا مسلمون

هل أعجبك الموضوع؟ ,, أترك لي تعليقا: