02‏/11‏/2011

صندوق جدي



أن تعيش بسيطا متجردا من الدنيا وزخرفها..
لا تملك منها سوى ما يقربك الى الله..
ذلك طعم حرم منه الكثير..

أتأمل حياة البسطاء الزاهدين..فإذا عنوانها السعادة والغنى
تدهشني أرواحهم التي ملئت بـ رضا لاينضب أبدا..
صفاءهم الذي لاتعكره الحياة وصروفها..
صدقهم..تواضعهم..بياض يشع من أعماقهم..
لا يملكون إلا وجها واحدا يلقونك به دون مجاملة أو تكلف..
ما أن تشاركهم الجلوس على بساط باطنه فيه الرحمه..
حتى تشعر بحق أن جناح البعوضة أعز مكانا من الدنيا ومافيها
إنصرفوا عنها وهربوا بأنفسهم عن ملذاتها
فأتتهم بأطيب مافيها وهي راغمه..

صدقوني.. 
هي ليست كلمات عابثة أكتبها فحسب..
هي حقيقة عشتها معهم تلمستها يداي
وكان لي أن أرتشف قليلا منها..
حداثة السن وضيق الأفق وجدا طعمها مرا في فمي..
ومالبثت أن أنقضت التجربة بطعمها
و لم أشعر بحلاوتها إلا بعد فقدانها..

لا يزال في ذاكرتي القليل من ذلك الطعم
لايزال يجذبني إليه كل حين..
فأحن له حنين الغرباء..
وأستجلبه فأحكيه لنفسي كلما أشتاقت..
لنفسي فقط..ولمن شاركها الجلوس على ذاك البساط..

*[ صورة طبق الأصل لصندوق جدي حفظه الله وقد كان بمثابة مكتبة صغيرة حوت - نفائس الكتب - تتلمذت على قليل منها وحظيت ببعضها إطلاعا ]


هل أعجبك الموضوع؟ ,, أترك لي تعليقا: